اعتراف أوروبي يحمل رسالة سياسية واضحة
في تعقيبه على قرار بريطانيا وفرنسا وكندا وعدد من الدول الأوروبية الاعتراف بدولة فلسطين، وصف المحلل السياسي محمد دراوشة الخطوة بأنها "تحول سياسي جريء ورسالة واضحة بأن المجتمع الدولي بدأ يفقد صبره تجاه استمرار الاحتلال الإسرائيلي".
تغير في المزاج الأوروبي ومطالبة بتطبيق حل الدولتين
وفي حديثه لموقع "بكرا"، أكد دراوشة أن هذا الاعتراف يعكس تغيرًا في المزاج السياسي الأوروبي، ويشير إلى أن "حل الدولتين لم يعد مجرد شعار دبلوماسي، بل أصبح مطلبًا عمليًا يتطلب تطبيقًا فعليًا على الأرض".
أبعاد قانونية ودبلوماسية تعزز الموقف الفلسطيني
وحول البعد السياسي والقانوني للقرار، أوضح دراوشة أن "الاعتراف يعزز من مكانة فلسطين في المحافل الدولية، ويمنحها شرعية متزايدة داخل الأمم المتحدة"، مضيفًا أن الخطوة تتيح لفلسطين مساحة أوسع للتحرك في المحكمة الجنائية الدولية، وخصوصًا في ملاحقة الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين. وأكد أن "الاعتراف لا يحمل فقط قيمة رمزية، بل يمنح الفلسطينيين أدوات قانونية ودبلوماسية جديدة للدفاع عن حقوقهم الوطنية".
ضغوط محتملة من إسرائيل وأمريكا... ولكن
وفي ما يتعلق بردود الفعل الإسرائيلية والأمريكية، أشار دراوشة إلى أن "من الطبيعي أن تواجه هذه الدول ضغوطًا سياسية واقتصادية وحتى إعلامية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة"، إلا أنه يرى أن هذه الدول "باتت أكثر وعيًا واستعدادًا لتحمل هذه الضغوط، خاصة في ظل تنامي الوعي الشعبي الأوروبي والانتقادات المتزايدة للانتهاكات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية".
نحو توازن جديد في المفاوضات
أما بشأن تأثير هذه الخطوة على مستقبل المفاوضات، فأكد دراوشة أن "الاعتراف يعيد التوازن إلى طاولة التفاوض، ويضع الطرفين على قدم المساواة"، موضحًا أن "الفلسطينيين لم يعودوا الطرف الأضعف الذي يُطلب منه تقديم التنازلات دون مقابل". كما رجّح أن يدفع هذا الاعتراف إسرائيل إلى "إعادة التفكير في سياساتها التوسعية إذا أرادت الحفاظ على علاقاتها الدولية".
دعوة لاستثمار الزخم وتوحيد الصف الفلسطيني
واختتم دراوشة حديثه بالقول:"هذه الخطوة ليست نهاية الطريق، بل بداية مرحلة جديدة من النضال السياسي والدبلوماسي. وعلى القيادة الفلسطينية أن تستثمر هذا الزخم بحكمة، وأن تعمل على توحيد الصف الداخلي، لأن الاعتراف الدولي لا يكتمل إلا بقيام دولة فلسطينية قوية، موحدة، وقادرة على تمثيل شعبها بكرامة".
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق