اعتبر خبراء إسرائيليون أن الاتفاق الذي أحرزه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة يمثل "نصرًا ذكيًا" يخدم مصالح إسرائيل ويؤدي إلى الإفراج عن الأسرى المحتجزين، رغم أنه لا يشكل "نصرًا كاملًا" قابلًا للتطبيق.
ويسمح الوضع الحالي لكل من إسرائيل وحركة حماس بتبني "سردية النصر" فورًا: فإسرائيل تركز على استعادة جميع الأسرى وإنهاء السيطرة العسكرية لحماس ووضع خطة دولية لتفكيك قدراتها العسكرية، بينما يمكن لحماس الادعاء بأنها صمدت أمام الجيش الإسرائيلي ودفعت بالقضية الفلسطينية إلى الصدارة العالمية وحصلت على ضمانات بعدم العودة للحرب.
ويشير المحللون إلى أن المرحلة الحاسمة ستأتي في المرحلة الثانية، التي تتطلب تفكيك حماس من سلاحها واستبدال حكمها في غزة، وهو ما سيحدد من الفائز الحقيقي في الحرب. وستشارك في هذه المرحلة دول عربية، والولايات المتحدة، والأمم المتحدة، وشخصيات دولية بارزة مثل رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير في إطار آلية دولية معقدة.
ويؤكد الخبراء أن نجاح المرحلة الثانية سيمنح إسرائيل القدرة على إعلان "نصر كامل"، بينما أي فشل قد يؤدي إلى إعادة بناء قدرات حماس وإعادة تمركزها داخل القطاع.
أما المرحلة الثالثة فترتبط بإنشاء مسار محتمل لدولة فلسطينية في المستقبل البعيد، بعد النجاح في تفكيك حماس وإصلاح السلطة الفلسطينية بشكل شامل.
ويشير التحليل إلى أن نهاية الحرب تمنح إسرائيل فرصة لإعادة تأهيل نفسها داخليًا وإقليميًا ودوليًا، واستعادة وضعها كدولة متقدمة وموثوقة، وتعزيز محور السلام مع الإمارات والسعودية والأردن ومصر، مقابل تقليص نفوذ المحاور الأخرى التي تقودها تركيا وقطر. كما تمثل هذه المرحلة فرصة لتجديد قدرات الجيش الإسرائيلي بعد عامين من الصراع المكثف، وإعادة توجيه السياسات الوطنية والإقليمية بما يضمن الاستقرار المستقبلي.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق