في ظل الحديث المتزايد عن التحضيرات لانتخابات الكنيست القادمة، توجّه د. غزال أبو ريا، مدير المركز القطري للوساطة، بنداء إلى الأحزاب والحركات السياسية في المجتمع العربي، داعيًا إلى إطلاق استطلاع شامل للرأي العام حول شكل التمثيل العربي الأنسب في المرحلة القادمة.
وفي حديث خاص لموقع "بكرا"، أوضح د. أبو ريا أن الاقتراح يهدف إلى إشراك الجمهور العربي في اتخاذ القرار المصيري المتعلّق بكيفية خوض الانتخابات: "هل نذهب إلى الانتخابات بقائمة عربية مشتركة واحدة، أم نُفضّل خيار القائمتين مع الحفاظ على الحوار والتعددية واحترام الآراء المختلفة؟"
وأكد أن هذا النقاش يجب أن يكون وسيلة لتعزيز الوحدة، لا ساحة للانقسام والخلافات، مشيرًا إلى أن هموم المجتمع العربي اليومية، من قضايا العنف والفقر إلى التخطيط والبناء والتعليم، يجب أن تكون في مركز الاهتمام، وليس الاصطفاف السياسي.
"نؤمن بالحوار كمبدأ، وبالناس كمصدر شرعية"
وقال أبو ريا في لقائه مع "بكرا": "نؤمن أن الحوار هو الطريق للحفاظ على قوتنا كمجتمع، وأن تنوع الآراء لا يتناقض مع وحدة الهدف. المطلوب اليوم أن نصغي للناس، أن نلمس نبض الشارع الحقيقي، وأن نبني قراراتنا على وعي جماعي ومسؤولية مشتركة".
وأوضح أن المركز القطري للوساطة على استعداد لتيسير هذا الحوار، وتهيئة المساحات اللازمة له، سواء بين القوى السياسية أو مع شرائح المجتمع المختلفة، بروح من الاحترام والمسؤولية الوطنية.
آلية الاستطلاع: شاملة ومهنية
وحول تفاصيل المبادرة، أشار د. أبو ريا إلى أن الاستطلاع المقترح سيكون:
عبر مراكز بحث مهنية ومستقلة،
باستخدام منصّات رقمية مفتوحة وآمنة،
ومن خلال لقاءات ميدانية في مختلف البلدات العربية.
وتهدف الآلية إلى ضمان تمثيل جميع الفئات العمرية والجغرافية والاجتماعية، ما يمنح النتائج مصداقية وشمولية تعكس الرأي العام بشكل حقيقي.
وأضاف: "نريد أن نعزز ثقافة المشاركة، ونشجّع الناس على التعبير عن آرائهم في القضايا المصيرية. هذه خطوة نحو بناء قرار سياسي جماعي ومسؤول".
هل تلقّت الأحزاب دعوة رسمية؟
وعن تواصل المركز مع القوى السياسية، أوضح د. أبو ريا أن الدعوة مفتوحة ومباشرة، وأن هناك نية لعقد جلسات تمهيدية مع مختلف الأحزاب والحركات في الأيام القادمة لعرض المبادرة والاستماع إلى الآراء المختلفة.
وختم حديثه بدعوة المجتمع العربي بكل مكوناته إلى أن يكون جزءًا من هذا النقاش: "الوحدة لا تعني التطابق، بل تعني احترام الاختلاف والسعي نحو هدف مشترك: خدمة الناس والدفاع عن حقوقهم".
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق