تحل الذكرى الخامسة والخمسون لرحيل الزعيم جمال عبد الناصر، ثاني رؤساء مصر وأحد أبرز قادة العرب في القرن العشرين، الذي ارتبط اسمه بالقومية العربية ومشروع التحرر الوطني، وبات رمزًا للكرامة والسيادة في مواجهة الاستعمار والقوى الكبرى.
النشأة والبدايات
ولد عبد الناصر في 15 يناير 1918 بالإسكندرية لأسرة صعيدية، والتحق بالكلية الحربية وتخرج عام 1938، حيث بدأ يظهر اهتمامه بالقضايا الوطنية بعد أن شهد تظاهرات الطلبة ضد الاحتلال البريطاني.
ثورة يوليو 1952
قاد عبد الناصر مجموعة "الضباط الأحرار" التي أطاحت بالملك فاروق، وأسس الجمهورية المصرية، ليتولى الرئاسة رسميًا عام 1954 بعد اللواء محمد نجيب.
إنجازاته الداخلية
الإصلاح الزراعي: توزيع الأراضي على الفلاحين وإنصاف الطبقات الفقيرة.
التعليم: جعله مجانيًا في جميع مراحله وفتح الجامعات أمام أبناء البسطاء.
الصناعة والمشروعات القومية: إنشاء مصانع كبرى والسد العالي لتوليد الكهرباء وحماية مصر من الفيضانات والجفاف.
العدالة الاجتماعية: سياسات لدعم الفقراء وتقليل الفجوة بين الطبقات.
الدور العربي والدولي
القضية الفلسطينية: اعتبر فلسطين القضية المركزية للعرب، ورفع شعار «ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة».
الوحدة العربية: أعلن الجمهورية العربية المتحدة مع سوريا (1958–1961).
دعم حركات التحرر: دعم الثورة الجزائرية واليمنية، وأسهم في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964.
مواجهة الاستعمار: أمم قناة السويس عام 1956 وواجه العدوان الثلاثي، ليصبح رمزًا للتحرر الوطني.
الأزمات والتحديات
نكسة 1967: تحمل مسؤولية الهزيمة أمام إسرائيل وخسارة سيناء، وأطلق حرب الاستنزاف (1968–1970) التي مهّدت لانتصار أكتوبر 1973.
السياسة الإقليمية: قاد قمة القاهرة 1970 لإنهاء الحرب الأهلية في الأردن (أيلول الأسود) والتوسط بين الملك حسين ومنظمة التحرير الفلسطينية.
الرحيل والإرث
توفي جمال عبد الناصر يوم 28 سبتمبر 1970 عن عمر 52 عامًا إثر أزمة قلبية، وشيّعته مصر والعالم العربي في جنازة مليونية تاريخية. رغم الجدل حول بعض سياساته، ما زال يُنظر إليه كرمز للتحرر الوطني والكرامة العربية، وحضوره حاضر في الذاكرة الشعبية والسياسية حتى اليوم.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق