في مقابلة خاصة مع موقع بكرا، قدّم الكاتب والمحلل السياسي حسن عصفور قراءة نقدية شديدة لخطاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 23 سبتمبر 2025، واللقاء اللاحق مع قادة عرب وتركيا وباكستان، معتبراً أن ما جاء فيه يمثل "إهانة سياسية للبشرية جمعاء".

الكذبة الكبرى وجائزة نوبل للسلام

وصف عصفور خطاب ترامب بأنه سابقه تاريخية في الكذب السياسي، بعد أن أعلن أنّه أوقف سبع حروب خلال أشهر، متجاهلاً الجرائم التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة وأوكرانيا. وأضاف: "المفارقة الكبرى لا تقف عند حدود الكذبة الكبرى، بل فيما ذهب إليه حول حقه في جائزة نوبل للسلام، بعد جهود 'خارقة' خلال أشهر معدودة، رغم استمرار الحروب الحقيقية في فلسطين وقطاع غزة."

الهجوم على الهوية الفلسطينية

وحذر عصفور من أن خطاب ترامب يعكس رؤية أمريكية واضحة لإعادة تشكيل المنطقة على حساب الفلسطينيين: "جوهر مشروع ترامب لم يعد مجهولاً، بل هو الأكثر وضوحاً، ويهدف لشطب كل إمكانية لوجود كيان فلسطيني ضمن حدود قرار الأمم المتحدة 19/67 عام 2012، واستبدال الهوية الوطنية الفلسطينية بهوية مشوهة تحت وصاية جديدة."

وأشار إلى أن المقصود ليس إنهاء حرب غزة أو حل قضية الرهائن، بل تمرير مشروع التهويد العام وتهويد الضفة والقدس، وفرض الدولة الإسرائيلية كقوة حماية أمريكية في المنطقة.

إهانة سياسية علنية

توقف عصفور عند ترتيب جلوس الزعماء في اللقاء الموسع، قائلاً: "أن يجلس الرئيس التركي بجوار زوجة ميلانيا، بدون أي فلسطيني على رأس الطاولة، إهانة سياسية علنية جداً، تكشف أن القرار الأمريكي كان الأول في ترتيب القمة وليس الدول العربية."

الملاحظة النهائية

ختم عصفور تحليله بالقول: "مع أن الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن اعتراف 80% من العالم بدولة فلسطين، يبقى السؤال: ما قيمة نوبل لترامب مقابل السجن لبنيامين نتنياهو، وفلسطين لأهلها؟ معادلة صعبة ومؤلمة، لكنها تكشف حجم التلاعب بالسياسة الدولية."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com