شنّ وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، هجومًا حادًا على رؤساء الأحزاب العربية الأربعة: الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، القائمة العربية الموحدة، التجمع الوطني الديمقراطي، والحركة العربية للتغيير، وذلك في أعقاب اجتماعهم الذي عقد أمس في مدينة الناصرة لمناقشة إعادة بناء القائمة المشتركة.

وفي منشور نشره على صفحته الرسمية في "أكس" (تويتر سابقًا) أرفق صورة من الاجتماع، وكتب: "تقديم للمحاكمة، سحب المواطنة، تشجيع على الهجرة، ليس بشكل طوعي"، في إشارة إلى المشاركين في اللقاء.

الاجتماع الذي استضافه أحد فنادق الناصرة، جمع كلًّا من: د. منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحدة، د. أحمد الطيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير، سامي أبو شحادة، رئيس التجمع الوطني الديمقراطي وأمجد شبيطة، سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة.

وبحسب المشاركين، فقد جرى اللقاء بأجواء إيجابية بعد انقطاع دام نحو خمس سنوات، مع الاتفاق على عقد اجتماع متابعة قريبًا. وجاء هذا اللقاء على هامش نشاطات لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، متزامنًا مع إعلان الإضراب عن الطعام تضامنًا مع قطاع غزة واحتجاجًا على الحرب الدائرة هناك.

كما ظهر عدد من هذه القيادات، بينهم د. يوسف جبارين، خلال مؤتمر صحفي في يافا ناقش أيضًا فكرة إعادة بناء القائمة المشتركة، ما أثار نقاشًا واسعًا في الأوساط السياسية العربية حول فرص العودة إلى هذا الإطار البرلماني.

غيرلتس: الكهانية أكبر تهديد على مستقبل إسرائيل

في تعقيبه على تصريحات بن غفير، اعتبر رون غيرلتس، مدير مركز "اكورد"، في حديثٍ لـ"بكرا"، أن ما صدر عن وزير الأمن القومي ليس حدثًا معزولًا، بل جزء من مسار سياسي يقوده التيار الكهاني داخل الحكومة الإسرائيلية، قائلاً: "الكهانية هي الخطر الأكبر على إسرائيل، أكبر من حماس وأكبر من إيران. نتنياهو هو من أدخل الكهانيين إلى قلب الحكومة والمجلس الوزاري المصغر، وحزب الليكود اليوم يحتوي على شخصيات تدعو علنًا إلى الإبادة الجماعية".

وأضاف غيرلتس أن تطبيع وجود الكهانيين داخل مراكز صنع القرار في إسرائيل، وصمت شخصيات في الليكود لا تنتمي للتيار الكهاني، يمثل خطرًا استراتيجيًا على مستقبل الدولة، مضيفًا أن إخراج هذه الأحزاب من دائرة الشرعية السياسية هو واجب على كل من يسعى للحفاظ على الديمقراطية.

كما دعا إلى التمييز بين الحوار مع جمهور ناخبي الليكود الذي يرى إمكانية المصالحة معهم، وبين القبول بمشاركة أحزاب كهانية في أي حكومة مستقبلية، محذرًا من أن أي تحالف مع الليكود بعد الانتخابات – حتى في غياب نتنياهو – سيعني عمليًا إدخال الكهانية إلى حكومة التغيير القادمة.

وختم غيرلتس بالتأكيد على أن مستقبل إسرائيل، في ظل الاستقطاب الحاد، مرهون بإمكانية بناء شراكة سياسية حقيقية بين اليهود والعرب، مشددًا على أن استمرار التحريض على القيادات العربية وتهديدهم بسحب الجنسية أو الطرد، كما فعل بن غفير، يكرّس سياسة الإقصاء ويقوّض أي أفق لهذه الشراكة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com