نشر مركز "بتسيلم" الإسرائيلي لحقوق الإنسان تسجيلًا مصوَّرًا التقطه بنفسه المعلّم الفلسطيني عودة محمد خليل الهذالين، يوثق لحظة إطلاق المستوطن ينون ليفي النار عليه وقتله قبل نحو أسبوعين في قرية أم الخير جنوب الخليل. ويُظهر الفيديو مواجهات بين سكان القرية ومستوطنين، تخللها رشق حجارة باتجاه آلية كان يقودها ليفي، قبل أن يطلق الأخير النار لتسقط الكاميرا أرضًا.
بحسب التسجيل، لم يكن الهذالين في بؤرة المواجهات، بل كان يوثق الأحداث، حين أصيب برصاصة قاتلة. وأوضح "بتسيلم" أن ليفي، الخاضع سابقًا لعقوبات أمريكية بسبب اعتداءات متكررة على فلسطينيين، اقتحم بتاريخ 28 يوليو/تموز القرية بواسطة جرار، وأثناء محاولة السكان إبعاده أطلق النار على الهذالين. ليفي أُفرج عنه في اليوم التالي ووضع قيد الحبس المنزلي بدعوى "الدفاع عن النفس"، ثم رُفع القيد في 1 أغسطس/آب، ليُشاهد مجددًا في المنطقة برفقة مستوطن مسلح آخر.
الافلات من العقاب
مديرة "بتسيلم" يولي نوفاك قالت إن الفلسطينيين "محرومون من أي حماية أو حقوق، ويُتركون لمصيرهم في الضفة وغزة"، معتبرة أن مقتل الهذالين مثال جديد على "إفلات الجنود والمستوطنين الإسرائيليين من العقاب".
عائلة الهذالين رفضت شروطًا فرضها الجيش الإسرائيلي على مراسم دفنه، بينها تقييد عدد المشاركين وإقامة الجنازة في قرية مجاورة، ما دفع نحو 60 امرأة من القرية، بينهن والدته وزوجته، إلى خوض إضراب عن الطعام. وبعد عشرة أيام سُلّمت الجثة، ودُفن الخميس الماضي، وسط منع رفع أي رايات تنظيمية.
الناشط الاجتماعي أسامة محامرة وصف إطلاق النار بأنه "جريمة قتل بدم بارد"، مؤكدًا أن الهذالين "لم يهدد أحدًا أو يحمل سلاحًا"، وأن الإفراج عن ليفي بحجة الدفاع عن النفس "فضيحة تكشف سياسة ممنهجة لتهجير الفلسطينيين".
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق