بعد نحو 40 عامًا من الصراع، وقّعت أرمينيا وأذربيجان في البيت الأبيض، وبوساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اتفاقية إطارية تمهيدية للسلام. الإعلان تضمن التزام الطرفين بوقف دائم للأعمال العدائية، وإنشاء "طريق ترامب نحو الرخاء والسلام الدولي" عبر ممر زانجيزور، لربط أذربيجان بجيب نخجوان، بإدارة شركة أمريكية لمدة 99 عامًا، وهو أحد أبرز ملفات النزاع التاريخي بين البلدين.
الاتفاق، الذي لا يزال بحاجة إلى موافقات نهائية، جاء بعد عام من مفاوضات مكثفة بين الولايات المتحدة وتركيا، وسط قلق دولي، خاصة من إيران التي ترى في ممر زانجيزور تهديدًا لمصالحها التجارية مع أرمينيا، رغم ضعف قدرتها على الرد حاليًا في ظل أزماتها بعد الحرب مع إسرائيل.
العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان كانت متوترة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، وشهدت ثلاث حروب في إقليم ناغورنو كاراباخ، آخرها عام 2023 حين سيطرت أذربيجان على المنطقة التي كان يسكنها الأرمن. التطورات الأخيرة تضمنت زيارة الرئيس الإيراني لأذربيجان واستقباله في الإقليم من قبل الرئيس علييف.
الوساطة الأمريكية تعكس تحولًا في ميزان القوى في القوقاز، مع تراجع نفوذ روسيا بسبب حرب أوكرانيا، وتنامي دور تركيا التي حسّنت علاقاتها مؤخرًا مع أرمينيا، في خطوة أنهت عقودًا من التوتر، وساهمت في تهيئة الأجواء نحو اتفاق سلام شامل.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق