أجرى موقع "بكرا" لقاءً خاصاً مع د. أحمد الخزاعي، المستشار السياسي المقيم في واشنطن، حول التراجع اللافت في شعبية الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد مرور ستة أشهر على بداية ولايته الثانية. وقد تناول اللقاء الأسباب العميقة لهذا التراجع، وانعكاساته على المشهد السياسي الأميركي داخلياً وخارجياً.

أزمة تأييد متفاقمة بين الناخبين المستقلين
قال د. أحمد الخزاعي إن شعبية الرئيس ترامب تشهد تراجعاً ملحوظاً في بداية ولايته الثانية، وهو أمر تؤكده عدة استطلاعات رأي حديثة. ولفت إلى أن هذا التراجع يعود إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، من أبرزها انخفاض نسبة التأييد بين الناخبين المستقلين، إضافة إلى تداعيات قضية جيفري إبستين، والجدل المتصاعد حول سياسات الهجرة والاقتصاد.

وأشار الخزاعي إلى أن استطلاع Decision Desk HQ أظهر انخفاض تأييد ترامب إلى أكثر من 9 نقاط سلبية، وهو أدنى مستوى له منذ توليه المنصب للمرة الثانية في يناير الماضي. كما أظهرت استطلاعات Gallup أن نسبة التأييد الإجمالية بلغت 37% فقط، بانخفاض ثلاث نقاط عن الشهر السابق.

وتابع قائلاً: "الناخب المستقل يشكل عاملاً حاسماً في هذا التراجع، حيث لم تتجاوز نسبة تأييده للرئيس 29%، وهي النسبة الأدنى منذ بداية عهد ترامب، ما يعكس خيبة أمل كبيرة من أداء الإدارة، خصوصاً في ملفات حساسة مثل الهجرة، وارتفاع تكاليف المعيشة، إضافة إلى غياب إنجازات ملموسة توازي الوعود الانتخابية."

تداعيات قضية إبستين تضع الإدارة تحت المجهر
وحول تأثير قضية جيفري إبستين، أوضح د. الخزاعي أن هذه القضية باتت تمثل عبئاً سياسياً وأخلاقياً على إدارة ترامب، خاصة بعد تسريب وثائق قضائية أثارت تساؤلات حول تعامل البيت الأبيض مع الملف. وأضاف: "بحسب استطلاعات Emerson، فإن أكثر من نصف الأميركيين يرفضون طريقة تعامل الرئيس مع القضية، وحتى بعض مؤيديه التقليديين أعربوا عن استيائهم، ما يضع الإدارة في موقع دفاعي غير مريح."

وأكد أن هذه القضية أضعفت قدرة الإدارة على السيطرة على المشهد الإعلامي والسياسي، وسمحت للمعارضة باستغلال الموقف لتوجيه انتقادات مباشرة لترامب، في وقت يعاني فيه من تراجع التأييد الشعبي.

دعم جمهوري صلب مقابل تحديات ديمقراطية
ورغم كل هذه التحديات، شدد الخزاعي على أن ترامب لا يزال يحظى بدعم قوي من القاعدة الجمهورية، حيث تتراوح نسبة التأييد بين 85% و90%، بحسب عدة استطلاعات. وقال: "هذا الدعم الصلب من القاعدة يمنح ترامب هامشاً للمناورة، لكنه غير كافٍ لتوسيع قاعدته الانتخابية أو كسب أصوات جديدة."

وأضاف أن بعض الاستراتيجيين الجمهوريين يرون في قضية إبستين عامل تشتيت، مؤكدين على ضرورة التركيز على ملفات تمس حياة المواطن الأميركي اليومية، مثل التضخم والقدرة الشرائية.

وفي المقابل، يرى د. الخزاعي أن الديمقراطيين يعتبرون هذه الأرقام فرصة لتعزيز حضورهم في الانتخابات النصفية المقبلة، خاصة في ظل إخفاق مشروع ترامب التشريعي الأخير، المسمى "مشروع القانون الكبير والجميل"، في تحقيق نتائج إيجابية في استطلاعات الرأي.

واختتم قائلاً: "رغم أن ترامب أوفى ببعض وعوده الانتخابية، إلا أن الصعوبة تكمن في تحويل هذه الوعود إلى دعم شعبي مستدام، في ظل تصاعد القلق الشعبي من الأداء العام للإدارة."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com