انطلقت بعد ظهر اليوم الجمعة في مدينة سخنين مظاهرة قُطرية حاشدة ضد الحرب والتجويع، بمشاركة جماهيرية واسعة من مختلف البلدات والمدن العربية، بدعوة من لجنة المتابعة العليا وتحالف السلام وقوى وحدوية. ومع بدء التوافد، تحوّلت المدينة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، في ظل انتشار كثيف لقوات الشرطة التي فرضت إجراءات أمنية مشددة في محيط ساحة البلدية ومداخل المدينة.
منذ ساعات الظهيرة، أقيمت حواجز تفتيش على الطرق المؤدية إلى سخنين، ما تسبب باختناقات مرورية خانقة وتعطيل وصول الحافلات والمركبات. ووفق شهادات ميدانية، عمدت الشرطة إلى توقيف المركبات وتفتيشها بدقة، حيث صودرت أدوات احتجاج رمزية مثل مجسّم "طنجرة"، وتم تفتيش الحقائب بحثًا عن أعلام وشعارات سياسية.
الحضور على حجم الغضب
في حديث خاص لموقع "بكرا"، قال الناشط السياسي ومدير مركز "مساواة"، جعفر فرح، إن ما شهدته الساحة من احتجاجات هو تعبير عن غضب جماهيري واسع وشعور عميق بالإحباط، مشيرًا إلى أن الحضور الجماهيري الكبير هو أكبر دليل على حجم هذا الغضب.
وأضاف فرح:"لقد آن الأوان لتصعيد الاحتجاجات لتكون بشكل يومي وفي كل مكان، لأن ما يحدث من تجويع في غزة أمر لا يمكن السكوت عليه. وابتداءً من اليوم، ستبدأ قيادات من المجتمع العربي بإضراب عن الطعام لمدة ثلاثة أيام. كما نأمل أن تتسع رقعة الاحتجاجات لتشمل تل أبيب ويافا أيضًا."
وأوضح أن هذه الخطوة الاحتجاجية جاءت بمثابة صرخة مدوّية هدّأت من غضب بعض الجماهير، لكنها تظل غير كافية في ظل ما يجري من مآسٍ على الأرض.
وتابع قائلاً:"التواجد المكثف لقوات الشرطة هو محاولة استفزاز واضحة لحشدٍ يضم نحو 30 ألف مشارك، إلا أن الجماهير تصرفت بمسؤولية عالية، ومنعت أي احتكاك مع الشرطة، الأمر الذي نعتز به."
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق