في مقابلة مع موقع "بـكرا"، تحدّث د. نزار حوراني، مدير قسم الأعصاب والسكتات الدماغية في مركز الشمال الطبي، عن دراسة جديدة صادرة عن جامعة أكسفورد أثارت اهتمام الأوساط الطبية، بعد أن أشارت إلى وجود رابط محتمل بين بعض اللقاحات وانخفاض خطر الإصابة بالخرف.

وأوضح د. حوراني: "نتحدث عن دراسة واحدة فقط، نُشرت في نهاية حزيران في واحدة من المجلات العلمية العالمية. الباحثون في جامعة أكسفورد وجدوا من خلال تحليل بيانات أكثر من 400 ألف مريض في الولايات المتحدة، أن بعض اللقاحات المعروفة منذ سنوات – مثل لقاح الهربس النطاقي ولقاح فيروس التنفس – قد يكون لها دور في تقليل خطر الإصابة بالخرف."

وأضاف: "من خلال تحليل البيانات، تبيّن أن الأشخاص الذين تلقوا لقاح الهربس كانت لديهم نسبة أقل للإصابة بالخرف بحوالي 18%. أما من تلقوا لقاح الفيروس التنفسي، فقد أظهروا انخفاضًا بنسبة تصل إلى 99% خلال فترة 18 شهرًا بعد التطعيم. كما تبين أن الجمع بين اللقاحين أدى إلى انخفاض بنسبة 7%."

الدراسة رصدية ولا يمكن من خلالها إثبات علاقة سببية واضحة

رغم هذه النتائج المشجعة، أكد د. حوراني أن "الدراسة رصدية ولا يمكن من خلالها إثبات علاقة سببية واضحة. فمدة المتابعة كانت قصيرة (18 شهرًا فقط)، وهذا لا يكفي للتوصل إلى استنتاجات نهائية. نحتاج إلى أبحاث إضافية طويلة الأمد وعلى أعداد أكبر من المرضى، لتأكيد ما إذا كانت هذه اللقاحات فعلاً تساهم في الوقاية من الخرف."

وحول الآلية المحتملة لذلك، أوضح: "نعلم أن هذه اللقاحات تعزز جهاز المناعة، ما قد يؤدي إلى تنشيط خلايا المناعة التي تحمي الدماغ، وتقلل من ترسب مواد خطرة مثل بروتين الأميلويد، وهو أحد العوامل المسببة لمرض ألزهايمر."

وفي سياق الحديث عن مرض الزهايمر، أشار د. حوراني إلى وجود علاجات جديدة دخلت الاستخدام في السنوات الأخيرة، وقال: "بعد سنوات طويلة من غياب العلاجات الفعّالة، ظهرت مؤخراً أدوية تعطى عبر الوريد، تعمل على تقليل ترسب البروتينات في الدماغ، ما يساعد في التخفيف من تطور المرض."

الانتباه للعوارض المبكرة

ودعا د. حوراني الجمهور إلى الانتباه للعوارض المبكرة، مثل النسيان المتكرر للأسماء أو تكرار نفس الأسئلة. وقال: "من المهم التوجه إلى طبيب أعصاب مختص، لإجراء فحوصات الذاكرة، لأن ليس كل نسيان يعني بداية خرف. هناك حالات أخرى يمكن علاجها جذرياً، مثل الجلطات الصغيرة أو التهابات الدماغ."

واختتم د. حوراني حديثه بالتشديد على أهمية نمط الحياة في الوقاية من الخرف، قائلاً: "عوامل الخطر مثل ضغط الدم المرتفع، السكري، الكوليسترول، التدخين وقلة اللياقة البدنية تلعب دورًا مهمًا. هناك علاقة وثيقة بين الرياضة والوظائف الذهنية. لذلك، من الضروري الحفاظ على التغذية الصحية، اللياقة البدنية، ومتابعة العناية الطبية المنتظمة."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com