في وقت تتصاعد فيه المواجهات بين إسرائيل والحوثيين عبر ضربات جوية وصواريخ باليستية، كشف تحقيق استقصائي أعدته مجلة Lloyd’s List أن الحوثيين يستخدمون ناقلة نفط ضخمة حصلوا عليها بتمويل من الأمم المتحدة، كمخزن نفط روسي عائم، لتجاوز العقوبات المفروضة عليهم.
الناقلة المعروفة حالياً باسم "Yemen"، تم شراؤها من قبل الأمم المتحدة عام 2023 مقابل 55 مليون دولار، ضمن عملية إنقاذ بيئي لنقل النفط من السفينة المهجورة FSO Safer التي كانت مهددة بالغرق قبالة سواحل الحديدة. العملية نجحت في نقل نحو 1.1 مليون برميل من النفط، لكن بعد بدء الحوثيين مهاجمة سفن الشحن في مضيق باب المندب، توقفت الجهود لاستكمال إخلاء السفينة والمنطقة.
ووفقاً للتحقيق، فإن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) لا يزال يدفع شهريًا مبلغ 450 ألف دولار لتشغيل وصيانة الناقلة، رغم استخدامها من قبل الحوثيين منذ عامين كمنصة تخزين لنفط روسي يُنقل إليها في عرض البحر، مما يسمح لهم بتجاوز العقوبات الدولية.
تم توثيق ما لا يقل عن ثلاث عمليات نقل نفط من سفن روسية إلى الناقلة "Yemen"، أبرزها حدث مؤخراً عندما شحنت ناقلة تدعى Sea Star 1، وترفع علم بنما، كميات من النفط منها وقامت بتفريغها في ميناء رأس عيسى الواقع تحت سيطرة الحوثيين.
رد الأمم المتحدة جاء بالتأكيد على أن استخدام الناقلة لأغراض أخرى "ليس ضمن الهدف الأصلي"، وأن نقل النفط من السفينة Safer كان ضرورياً لتجنب كارثة بيئية وإنسانية واقتصادية كبيرة.
من جانب آخر، فرضت الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وبريطانيا، إضافة إلى الأمم المتحدة، مجموعة من العقوبات على الحوثيين، شملت التجارة في الأسلحة، والمعدات مزدوجة الاستخدام، وتمويل النظام، وكذلك على كيانات ومؤسسات تتعامل بالنفط مع الحوثيين، منها مصافٍ في الصين وبنوك وشركات شحن.
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على مواقع الحوثيين في الحديدة، رأس عيسى، والصليف، ضمن مساعي تل أبيب لشل قدرات الحوثيين البحرية، وقطع خطوط الإمداد النفطية. إحدى الغارات استهدفت مؤخرًا سفينة الشحن Galaxy Leader، التي تم اختطافها في نوفمبر 2023، وتستخدمها الجماعة حالياً كنقطة مراقبة بحرية بعد تركيب رادار عسكري عليها.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق