في ظل غموض الأوضاع، ورغم الإعلان عن وقف إطلاق النار – تعلّمنا من الواقع أن لا مجال ان نركن إلى الراحة أو الهدوء الظاهري. في هذه اللحظة بالذات، حيث تبدو الأجواء هادئة نسبييًا لكن عدم اليقين ما زال يخيّم، لدينا فرصة ومسؤولية لتعزيز البنية التحتية للحماية المجتمعية. هذا هو الوقت لتطبيق الدروس التي استخلصناها على أرض الواقع لتحسين ما تعلمناه خلال الطريق – ولضمان أن تكون المساحات العامة، كالملاجئ، مهيّأة للجميع دون استثناء.

المعطيات تشير إلى أن أكثر من نصف الشقق السكنية في إسرائيل تفتقر إلى غرفة محصنة (ملجأ)، وأن العديد من الملاجئ العامة غير مهيأة لاستقبال الأشخاص ذوي الإعاقة، تبرز فجوة خطيرة في منظومة الحماية في حالات الطوارئ. الملاجئ، التي يُفترض أن تكون ملاذًا آمنًا، غالباً ما تكون غير مهيأة لاستيعاب احتياجات من يعانون من إعاقات جسدية، حسّية، نفسية أو إدراكية، خصوصًا عندما يتطلب الأمر مكوثًا لفترات طويلة خلالها.

فمن جهة، قد يجد الأشخاص من ذوي الإعاقات الحركية صعوبة في الوصول إلى الملجأ أو التنقل داخله. ومن جهة أخرى، لا تُؤخذ احتياجات المكفوفين، ضعاف السمع، أو من يعانون من اضطرابات القلق أو التوحد بعين الاعتبار. هذا في الوقت الذي تشير فيه التقديرات إلى أن نحو 1.6 مليون شخص – أي قرابة 18% من سكان إسرائيل – هم من ذوي الإعاقة، ما يجعل هذه التحديات ليست مجرد قضية هامشية بل قضية مجتمع كامل.

ردًا على هذه الحاجة، أطلق قسم "ما وراء الإعاقة" في جوينت-إسرائيل وهو قسم في منظمة جوينت المختص في تعزيز استقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة، دليلاً عملياً هو الأول من نوعه يهدف إلى مساعدة السلطات المحلية في إتاحة الملاجئ العامة لتكون صالحة وآمنة للإقامة الطويلة للأشخاص ذوي الإعاقة وعائلاتهم، سواء في المدارس أو مواقف السيارات أو المباني العامة.

ما الذي يتضمنه هذا الدليل؟
• قوائم مراجعة ومراقبة، روابط لأدوات تنفيذية، ونصائح عملية—من التحضير المسبق وحتى العودة إلى الروتين اليومي.
• إرشادات لتحديد الملاجئ المتاحة وتعيين مركز اتاحة، تدريب اِرَق والمتطوّعين، ونشر معلومات متاحة للجمهور.
• نموذج استقبال في حالات الطوارئ: بطاقات احتياجات، مرافقة شخصية، لوحات إرشاد واضحة ومحطات مساعدة.
• تنظيم الإقامة: تقسيم المساحة إلى مناطق هادئة ومختلطة بين الراحة، العلاج، الأنشطة، إضاءة مناسبة وروتين يومي واضح.
• إجراءات خروج تدريجية، توثيق طبي، وربط بالجهات المجتمعية الداعمة.
بعض الأمثلة لإتاحة ملجأ عام:
• مساحة لحيوانات الخدمة: تخصيص منطقة سهلة الوصول لكلاب الإرشاد أو حيوانات الدعم.
• طرق سهلة الوصول: وضع علامات توجيهية ملموسة ومرئية على الأرض لتوجيه الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية.
• لافتات وإرشادات : تمييز المناطق المختلفة بالألوان (مثل المنطقة الطبية، المنطقة الهادئة) لتسهيل التوجيه

لماذا الآن؟ ولماذا هذا مهم؟
في أوقات الطوارئ، كثيرًا ما يتم تجاهل الأشخاص ذوي الإعاقات أو يُتركون دون استجابة كافية لاحتياجاتهم. هذا الدليل لا يكتفي بالحديث عن الحقوق، بل يقدّم حلولًا عملية يمكن تطبيقها على أرض الواقع. إنه أداة تمكّن السلطات من سد الثغرات قبل أن تقع الكارثة، وتوفير استجابة عادلة ومنصفة وقت الحاجة الحقيقية.

لمن يرغب بالحصول على الدليل والمرافقة المهنية:
يمكن التوجه إلى البريد الإلكتروني: mahmoudhi@jdc.org
وسيتم توفير مرافقة مهنية من قبل طاقم جوينت-إسرائيل – ما وراء الإعاقة، تشمل التوجيه، التدريب، وتكييف الأداة وفقاً لاحتياجات كل سلطة أو منظمة.
والآن، بينما لا تزال الأحداث الأخيرة حيّة في ذاكرتنا – فهذه ليست فقط حالة طوارئ، بل فرصة حقيقية للإصلاح، وللتحسين، وللاستعداد الجاد لمستقبل أكثر أمانًا وشمولًا للجميع
في نهاية المطاف، تهيئة وإتاحة الملاجئ ليست ترفًا ولا خيارًا، بل ضرورة إنسانية.
أن نضمن ألا يُترك أحد خلفنا في الأزمات، هذه مسؤولية تقع علينا جميعًا – مسؤولية تتطلب استعدادًا، تعاونًا، وقبل كل شيء: وعيًا عميقًا بالاحتياجات المختلفة في مجتمعنا المتنوع

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com