وجّه مجموعة من طلاب الداخل الفلسطيني (عرب الـ48) الدارسين في جامعة النجاح الوطنية رسالة مفتوحة إلى إدارة الجامعة، عبّروا فيها عن قلقهم الشديد من إجبارهم على الحضور الجسدي لأداء الامتحانات، رغم حالة الطوارئ الأمنية التي يعيشونها داخل مناطق الـ48، والتي تشمل منع تجوّل فعلي، تهديدات أمنية مباشرة، وإغلاق شبه تام للحركة.

وقال الطلاب في رسالتهم التي وصلت إلى "بكرا"، إنهم يعيشون ظروفًا استثنائية وخطرة تتجاوز المعاناة اليومية، وتمسّ حقهم في الأمان والتعليم والكرامة. وأشاروا إلى أن تكليفهم بالحضور الجسدي لأداء الامتحانات الجامعية يتجاهل واقعهم الأمني والمعيشي، ويضع حياتهم في خطر حقيقي.

نخوض 'معركة' من أجل الوصول إلى مقاعد الدراسة

وجاء في الرسالة: "في كل مرة يُغلق فيها حاجز، أو تُقطع فيها طريق، أو يُحتجز فيها طالب عند بوابة عبور، نُدفع إلى الشعور بأننا نخوض 'معركة' من أجل الوصول إلى مقاعد الدراسة. معركة لا تشبه أي تجربة جامعية، بل تجربة استنزاف نفسي وجسدي واجتماعي".

وأضافوا أن إعلان حالة الطوارئ حتى 30/6، مع التهديد بالعقوبة لكل من يغادر منزله، جعل تنقّلهم شبه مستحيل. وتابعوا:

"الصواريخ التي تتطاير فوق رؤوسنا ليست لعبة، والشظايا نراها بأعيننا... نحن لا نصوّر معاناتنا لأن التصوير ممنوع، لكن غياب الصور لا يعني أننا نعيش بأمان".

وطالب الطلاب بأن تُعتمد الامتحانات الإلكترونية كبديل آمن، مؤكدين أن التعليم عن بُعد لا يزال معتمدًا، وأن شهاداتهم تظل معترفًا بها كما هو الحال في جامعات أخرى داخل وخارج الخط الأخضر.

وفي لهجة واضحة، عبّر الطلاب عن رفضهم لأن يُعاملوا كمجرد "أرقام أو مصادر دخل جامعي"، مؤكدين أنهم أصحاب قضية وحق، وليسوا خارج المعادلة الأكاديمية أو الوطنية.

لسنا مطالبين أن نخوض هذه المعركة وحدنا

وختموا رسالتهم بالقول: "نكتب باسم طلاب الداخل الفلسطيني – عرب الـ48 – لنقول: لسنا مطالبين أن نخوض هذه المعركة وحدنا. نطالب بامتحانات إلكترونية بنفس مستوى الامتحانات الوجاهية. نحن طلاب نحمل معنا همّ العلم، كما نحمل معنا هويتنا ومعاناتنا اليومية".

الرسالة جاءت في توقيت حساس، حيث تتصاعد حدة العمليات العسكرية، وسط توترات أمنية تهدد حياة المدنيين في مناطق متعددة من البلاد، ما يجعل من مطلب الطلاب مسألة إنسانية وأكاديمية عاجلة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com