في حديث خاص لموقع بكرا، قال المحلل السياسي د. سليم بريك عن التطورات الأخيرة في سوريا:
"التطورات الأخيرة في سوريا هي نتيجة مباشرة لتغيرات كبيرة في نظام الحكم هناك. النظام الحالي لم ينجح في السيطرة الكاملة على الدولة بعد، وهناك مجموعات إسلامية متطرفة مثل داعش، التي تتبع نهجاً تكفيرياً وتستهدف الأقليات في سوريا، سواء كانت العلويين أو الدروز. وفي هذا السياق، تحولت سوريا إلى ساحة لتنافس النفوذ بين إسرائيل وتركيا. فتركيا، على سبيل المثال، دعمت الانقلاب السوري في البداية وهي تدعم النظام السوري الآن في المحافل الدولية، خاصة في مسعى لرفع العقوبات عن سوريا وتحسين الوضع الاقتصادي السيء الذي يعيشه المواطن السوري. هذا الدعم يعزز من قوة النظام ويسهم في استقرار الوضع الداخلي."
حول التدخل الإسرائيلي في سوريا وموقف الدروز
وفيما يخص تدخل إسرائيل في سوريا، أضاف د. بريك: "ما حدث مع الدروز في سوريا مؤلم للغاية. نحن نعيش معاناة شديدة ونحن نرى كيف يُقتل أهلنا هناك، وهذا الوضع مقلق جداً. ولكن يجب أن نتوقف هنا ونوضح شيئاً مهماً: من يدعو لتدخل إسرائيل في سوريا لا يعلم حقيقة الأمور. فإسرائيل لم تتدخل لصالح الدروز بشكل حقيقي، بل كان تدخلها جزئياً وربما رمزي فقط بهدف تهدئة المطالب هنا في إسرائيل. وهذا أمر خطير من منظور الأمن القومي للأقلية الدرزية في سوريا."
موقف الدروز في سوريا والتدخل الإسرائيلي
وأضاف د. بريك: "الدروز في سوريا هم جزء لا يتجزأ من الشعب السوري. هم مواطنون سوريون ولا يريدون أي تدخل خارجي. مستقبلهم في سوريا يتوقف على تقوية النظام الحاكم وفرض حماية حقيقية للأقليات وحقوق جميع المواطنين السوريين دون استثناء. أي تدخل إسرائيلي في هذا الشأن قد يؤدي إلى نتائج عكسية. أولاً، لأن الدروز في سوريا لا يريدون تقسيم وطنهم، ولا يريدون أن يكونوا تحت حماية أي جهة أجنبية، بما في ذلك إسرائيل. هذا التدخل قد يخلق صورة خاطئة عن الدروز في سوريا. ثانياً، إذا فرضت إسرائيل نفسها كحامية للدروز، فقد يتعرضون للاستخدام في المستقبل كأداة سياسية وهو ما نرفضه بشكل قاطع."
وختم د. بريك حديثه قائلاً: "من المؤسف أن بعض القيادات الدرزية في إسرائيل تتصرف بدافع عاطفي أكثر من كونه عقلانياً. ونحن نتفهم بالطبع القلق والخوف الذي يعانون منه، لكنني أعتقد أن الحل يكمن في دعم سوريا ومساعدتها في تجاوز الأزمة الحالية من خلال تعزيز وحدة البلاد وحماية جميع مكوناتها دون تدخل خارجي."
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق