في مشهد مؤلم يعكس حجم الكارثة الصحية التي يعيشها قطاع غزة تحت ويلات الحرب، وُلدت في مستشفى العودة شمال القطاع رضيعة دون دماغ، وسط تزايد لافت في حالات التشوهات الخلقية بين الأجنة، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

الرضيعة، واسمها ملك أحمد القانوع، ظهرت في مقطع مصور نشره الدكتور منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، وقد غابت أجزاء حيوية من جمجمتها، في واحدة من "أبشع صور تشوهات الأجنة التي رُصِدت خلال الأشهر الأخيرة"، بحسب وصفه.

مصادر طبية تحدثت للوكالة الفلسطينية رجّحت أن تكون الحالة نتيجة التعرض لإشعاعات صادرة عن الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل في قصفها المكثف والمستمر، في وقت تستمر فيه السلطات الإسرائيلية – بصفتها قوة احتلال – في استخدام أنواع من الذخائر "غير المعروفة التأثير"، وسط كثافة نيران طالت أحياءً مدنية ومرافق صحية.

صور ومقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وثقت حالة الطفلة بوضوح، حيث بدت الجمجمة غير مكتملة، متوقفة عند أعلى العينين، ما يعزز المخاوف من انتشار هذه الظاهرة في أوساط حديثي الولادة.

تصاعد ملحوظ..

الأطباء في غزة يؤكدون تصاعدًا ملحوظًا في ولادات الأطفال المشوهين منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، مشيرين إلى تعرض النساء الحوامل لمواد سامة منبعثة من الصواريخ والقذائف، ما يشكل خطرًا مباشرًا على الأجنة داخل الأرحام.

دعوات متزايدة تُوجه الآن للمجتمع الدولي من أجل فتح تحقيق عاجل في أسباب هذه الحالات الخطيرة، وتحديد نوعية الأسلحة المستخدمة، وسط غياب شبه كامل لأي رقابة أممية على طبيعة الذخائر المستخدمة في النزاع.

وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتש" قد نشرت في يناير الماضي تقريرًا حذرت فيه من تهديدات جدية تتعرض لها النساء الحوامل والمواليد الجدد في غزة، مشيرة إلى انهيار منظومة الرعاية الصحية واستهداف المستشفيات، لكنها لم تتناول حينها مسألة تشوهات الأجنة بشكل مباشر.

ووفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، قُتل منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023 ما لا يقل عن 52,418 فلسطينيين، فيما أصيب أكثر من 118,000 آخرين، أعداد تتزايد يومًا بعد يوم في ظل استمرار الهجمات وانهيار كامل في مقومات الحياة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com