عبد معروف لبكرا: مواجهة الفقر والبطالة تبدأ من تغيير السياسات الاقتصادية

لقاء خاص مع الكاتب الفلسطيني عبد معروف لموقع "بكرا"
في الأول من أيار: تحية للعمال العرب في وجه التحديات

في لقاء خاص بمناسبة عيد العمال العالمي، تحدث الكاتب الفلسطيني عبد معروف، المقيم في لبنان، لموقع "بكرا"، عن دلالات هذا اليوم في ظل الواقع الاقتصادي والسياسي الذي يعيشه العالم العربي، مؤكدًا أن الأول من أيار ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل محطة نضالية تعكس عمق الأزمة التي تعاني منها الطبقات الكادحة.

"الأول من أيار... مناسبة نضالية متجددة"
في بداية حديثه، أشار عبد معروف إلى أن "عيد العمال" الذي جرى اعتماده في عام 1889 خلال مؤتمر الاشتراكيين في باريس، لم يكن فقط احتفالًا بالطبقة العاملة، بل إعلانًا عالميًا لمطالب واضحة: العمل للجميع، الحرية، المساواة، والعدالة الاجتماعية.
وأضاف: "منذ ذلك الحين، والصراع بين قوى العمل وقوى رأس المال يتخذ أشكالا متعددة، يتراوح بين المواجهة الصريحة أحيانًا، والترويض والتشويه أحيانًا أخرى، خصوصًا من قبل قوى الهيمنة العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة، وبدعم من قوى عربية رجعية".

وتابع معروف قائلاً إن هذا اليوم يكتسب طابعًا خاصًا في العالم العربي، حيث "ما تزال الطبقة العاملة تعاني من التبعية الاقتصادية التي ترزح تحتها الأنظمة، ومن سياسات النهب والإفقار والفساد، فضلًا عن الاستغلال الرأسمالي، وتفاقم البطالة، والتضييق على الحريات النقابية والسياسية".

"العمال العرب بين الاستغلال وأزمات الداخل"
وفي سياق حديثه، لفت معروف إلى أن العمال والكادحين العرب يواجهون أزمات متداخلة، تبدأ من القضايا المعيشية ولا تنتهي عند الحدود السياسية، مشيرًا إلى أن "ما يعيشه الوطن العربي من أزمات متراكمة، مثل استمرار السيطرة الخارجية والتدخلات الإقليمية، بالإضافة إلى التوترات الطائفية، يسهم في خلق مناخ يحول دون تطور القوى المنتجة".

وقال: "من المؤسف أن القوى التي يفترض بها الدفاع عن الكادحين، باتت في كثير من الأحيان جزءًا من منظومة الاستغلال أو حليفة لها، في وقت تتجه فيه بعض الأنظمة نحو التطبيع والانخراط في محاور لا تخدم مصلحة الشعوب".

وختم عبد معروف حديثه برسالة واضحة: "لا خيار أمام العمال العرب وحلفائهم من الفلاحين والفقراء والوطنيين الديمقراطيين، سوى الاستمرار في طريق النضال التحرري، من أجل بناء مجتمع منتج، ديمقراطي، مستقل، ينهض بالصناعة والزراعة، ويعيد الاعتبار لقيمة العمل، بعيدًا عن التبعية، ومن أجل مستقبل عربي حر وكريم".